لم يوجد أحد من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم دخل في بدعة ولا خالف السنة ولا جماعة المسلمين،ولا خرج على أئمة الدين بل الصحابة كلهم عدول؛ وذلك لأنهم تلقوا الوحي من النبي مباشرة فوصل الإيمان إلى قلوبهم، فلم يكن إيمانهم عن تقليد بل عن فقه واتباع. logo القلوب أوعية؛ منها ما يستوعب الخير، ومنها ما يستوعب الشر. وأفضل القلوب هي التي تمتلئ بالخير،تمتلئ بالعلم وتمتلئ بالدين والعبادة، تمتلئ بالعلم النافع والعقيدة السليمة، هذه هي القلوب الواعية، وهي أرجى القلوب لتحصيل الخير اشترط كثير من العلماء أن يكون التيمم بتراب له غبار يعلق باليد، ومنعوا التيمم بالرمل ونحوه مما لا غبار له، وألزموا المسافر أن يحمل معه التراب إذا سافر في أرض رملية، ولعل الصحيح جواز التيمم بالرمل؛ لعموم قوله صلى الله عليه وسلم: "جعلت لي الأرض مسجدا وطهورا" متفق عليه. الاعمى إذا أراد الصلاة فعليه أن يتحرى القبلة باللمس للحيطان إذا كان صاحب البيت، وإلا فعليه أن يسأل من حضر عنده، فإن لم يكن عنده من يسأله تحرى وصلى بالاجتهاد الغالب على ظنه، ولا إعادة عليه، كالبصير إذا اجتهد في السفر ثم تبين له خطأ اجتهاده فلا إعادة عليه. إن أهمية الوقت معلومة عند كل عاقل؛ ذلك أن وقت الإنسان هو رأسماله، وهو عمره أيامه ولياليه، فإذا ما ضاع رأس المال، ضاعت الأرباح، وإذا عرف الإنسان ذلك، حرص على أن يستغلها ويستفيد منها وألا يضيعها، ليكون بذلك رابحا
shape
شرح رسالة أبو زيد القيرواني
65334 مشاهدة print word pdf
line-top
شفاعة النبي صلى الله عليه وسلم يوم القيامة


ويخرج منها بشفاعة النبي -صلى الله عليه وسلم- من شفع له من أهل الكبائر من أمته، بشفاعته وبشفاعة الملائكة، وبشفاعة الأفراط الذين يموتون صغارا؛ فيشفعون في آبائهم وبشفاعة الأنبياء، وبشفاعة الصالحين، ولكن نبينا -صلى الله عليه وسلم- له الشفاعة العظمى التي يطلبها الناس من أولي العزم من آدم ثم من نوح ثم من إبراهيم ثم من موسى ثم من عيسى وكلهم يعتذر؛ فيأتون إلى نبينا -صلى الله عليه وسلم- فيقول: أنا لها؛ فيشفع حتى يفصل الله -تعالى- بين عباده، وذلك عندما يطول عليهم المقام في يوم القيامة، يتمنون أن يفصل بينهم، وأن يقضي بينهم؛ فيحكم الله -تعالى- بينهم ويشفع الشفعاء حتى يجيء الله -تعالى- لفصل القضاء، هذه الشفاعة العظمى.
ثم بعد ذلك يشفع في أهل الجنة أن يدخلوها، ولا يدخلها أحد قبله، فتفتح الجنة أبوابها لهم، وسعة باب الجنة الواحد مسيرة أربعين سنة؛ يعني: ما بين مصراعيه مسيرة أربعين سنة، ليس أربعين يوما، ولا أربعين شهرا؛ أربعون سنة، وليأتين عليه يوم وهو كظيظ من الزحام، مع أن أبواب الجنة ثمانية، كل باب منها هذه سعته، لا تفتح أبوابها إلا بعد شفاعة النبي -صلى الله عليه وسلم-.
وله شفاعة ثالثة: في قوم من أهل الجنة أن ترفع مراتبهم ودرجاتهم.
وله شفاعة رابعة: في بعض أهل الجنة أن يدخلوا في بعض من استحق النار أن لا يدخلها من أهل الكبائر.
وله شفاعة خامسة: خاصة بعمه أبي طالب الذي كان من أهل النار؛ فيخفف عنه العذاب؛ فيجعل في ضحضاح من نار؛ فنؤمن بهذه الشفاعات.

line-bottom